الإعتراض ٠٥٠، متى حدث التجلّي؟
بعد ستة أيام (متى ١٦: ٢٨- ١٧:٢؛ مرقس ٩: ١-٢) أو ثمانية بحسب (لوقا ٩: ٢٧-٢٨) من تاريخ إخبار يسوع عن مجيئه الثاني؟
متى ١٦: ٢٨-١٧: ٢ ”اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ.“
مرقس ٩: ١-٢ ”وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ». وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،“
لوقا ٩: ٢٧-٢٨ ”حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ». وَبَعْدَ هذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَل لِيُصَلِّيَ.“
لقد وقع المعترض في مغالطة الفروع بالإضافة إلى الفشل في قراءة النص بدقة. إن كل من متى ومرقس يخبران بأن يسوع قد أخبَرَ عن مجيئه الثاني وبأنَّ التجلي قد وقع بعد ستة أيام. ولكن لوقا يقول ”وَبَعْدَ هذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ“، وعلى ما يبدو أن المعترض قد أغفلَ كلمة مهمة من السياق ألا وهي ”حواليّ (ὡσεί وتُقرأ هوساي)“، يظهر بأن متى ومرقس قد احتسبا الأيام ابتداءاً بعد أن ذكر يسوع قدومه الثاني دون أن يحتسبا اليوم الذي وقعت في الواقعة. إضافةً إلى أنَّ استعمال لوقا لكلمة ”حواليّ“ تشير إلى أن العدد ليس ثمانية أيام إنما قد تم تدويره للأعلى على اعتبار أن جزءاً من اليوم قد يحسب يوماً كاملاً. وهذا الأمر يشبه ما نستخدمه في عصرنا الراهن حيث أننا نشير إلى السنوات التي تلي ١٩٠٠ على أنَّها القرن العشرين وليس التاسع عشر دون وجود أي تناقض.