الإعتراض ١٣٢، متى دخل نوح إلى الفلك؟
يقول المعترض بأنَّه يوجد تناقض بين سفر التكوين ٧: ٧-١٠ وسفر التكوين ٧: ١١-١٣.
سفر التكوين ٧: ٧-١٣ ”فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا. وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ.“
إن هذا الإعتراض يُظهر نوعاً من الإحتيال إضافةً إلى الفشل في القيام بقراءة أمينة للنصوص والآيات.
إن ما ذكر في سفر التكوين ٧: ٧-١٠ لا يحدِّد متى دخل نوح إلى الفُلك، إنما يقول ”بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ“ وهي الأيام السبعة التي أعلنها الرب الإله في الآية الرابعة من الإصحاح عينه ”لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ».“ لكن من المهم أن نلاحظ أن هذه الآيات لا تحدد اليوم الذي دخل فيه نوح إلى الفُلك، فهي تقول فقط بأنَّهُ قد ”دَخل“. وعلى اعتبار أن الرب الإله قد أعلَن إلى نوح بأنَّ طوفان المياه سوف يحدث بعد سبعة أيام فإنَّه لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأنَّ نوح قد دخلَ إلى الفلك قبل الموعد الذي أعلنه الله. إضافة إلى ذلك فإن الآية السابعة تقول بأن نوح وعائلته قد دخلوا إلى الفلك ”مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ.“ وهذا يشير إلى أنَّهم قد دخلوا إلى الفلك في اليوم الذي ابتدأ فيه المطر. ومالذي نستطيع أن نفهمه من الآيات المذكورة في التكوين ٧: ١١-١٣؟ أليست هذه الآيات تقول بأنَّ نوح قد دخل إلى الفلك برفقة عائلته في اليوم عينه الذي ابتدأ فيه الطوفان؟ فكيف يكون هذا تناقضاً بين الآيات؟