الإعتراض ١٩٩، هل يسكن الله في النور أم في الظلمة؟

Cover Image for: objection199

يقول المعترض بأنَّ الملوك الأول ٨: ١٢؛ أخبار الأيام الثاني ٦: ١ والمزمور ١٨: ١١؛ ٩٧: ٢ تتناقض مع تيموثاوس الأولى ٦: ١٥-١٦.

الملوك الأول ٨: ١٢ ”حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: «قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ.“

أخبار الأيام الثاني ٦: ١”حِينَئِذٍ قَالَ سُلَيْمَانُ: «قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ.“

المزمور ١٨: ١١ ”جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتْرَهُ. حَوْلَهُ مِظَلَّتَهُ ضَبَابَ الْمِيَاهِ وَظَلاَمَ الْغَمَامِ.“

المزمور ٩٧: ٢ ”السَّحَابُ وَالضَّبَابُ حَوْلَهُ. الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّهِ.“

تيموثاوس الأولى ٦: ١٥-١٦ ”الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.“.

إن هذا الإعتراض مبني على مغالطة التشعب التي تعرف بإسم (التقليص الخاطئ). إن الوحي المقدس يشهد أن الله روح (يوحنا ٤: ٢٤)، وليس كياناً مادياً له مكان أو موقع الملوك الأول ٨: ٢٧ ”لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟“، وعلى الرغم من ذلك فإنه يرى الجميع وسلطانه آنيّ في جميع الأماكن، ولذلك فإننا نتحدث عن الله على أساس أنَّه ”كُلّي الوجود“ (المزمور ١٣٩: ٧-٨”أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.“) وبهذا المعنى فإنَّ الله يسكن في كلّ مكان (ارمياء ٢٣: ٢٤ ”إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟“)، ولذلك فإن الظلمة والنور سيّان بالنسبة له (المزمور ١٣٩: ١٢ ”الظُّلْمَةُ أَيْضًا لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ، وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هكَذَا النُّورُ.“).

وعلى الرغم من كونه كُلّي الوجود، فهو قادر على أن يَظهر بشكل ماديّ في مكان معين وقت يشاء. وهكذا نستطيع أن نفهم آيات مثل الملوك الأول ٨: ١٢؛ أخبار الأيام الثاني ٦: ١؛ المزمور ١٨: ١١، ٩٧: ٢. إضافةً إلى ذلك، فإن الكتاب المقدس يتحدث عن النور بطريقة مجازية في إشارةٍ إلى قداسة الله وطهارته ومعرفته كما في (يوحنا ٣: ١٩، ٩: ٥، ١٢: ٤٦). ووفق هذا المفهوم فإن الله ”سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ“ كما يرد في تيموثاوس الأولى ٦: ١٥-١٦ وذلك على الرغم من أنَّه حاضر في جميع الأماكن.
إن جميع هذه الآيات تقدم التعليم ذاته، إلا أنَّ الناقد على مايبدو غير مهتم بقرائتها ضمن سياقها النصي ووفق إطارها الذي أراده الكاتب.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وتعرف باسم مغالطة التقليص الخاطئ أو مغالطة إمّا أو. وتحدث هذه المغالطة حين يطالب الشخص بأن تكون الإجابة هي واحدة من بين إجابتين أو أكثر كان قد أعدها بشكل مسبق في حين أنَّ الحقيقة تكون في إجابة ثالثة لم يقم بتقديمها. كما في حالة ”إنَّ الإشارة الضوئية للمرور إما أن تكون حمراء أو خضراء“ فهي مغالطة تشعّب حيث أنّ الإشارة الضوئية قد تكون صفراء. ”إما أن يتبرر الإنسان بالأعمال أو بالإيمان“ وهذه مغالطة تشعّب أيضاً فالإنسان قد يتبرر بالإيمان أمام الله في حين أنَّه يتبرر بالأعمال أمام الناس.اقرأ المزيد عن مغالطة التشعّب