الإعتراض ٢٠٥، هل صعد أي شخص إلى السماء؟

Cover Image for: objection205

يقول المعترض أن يوحنا ٣: ١٣ تقول أنه لم يصعد أي شخص إلى السماء إلا المسيح، في حين أن التكوين ٥: ٢٤؛ الملوك الثاني ٢: ١١، والعبرانيين ١١: ٥ تُقدم عدة أمثلة عن أشخاص قد فعلوا ذلك.

يوحنا ٣: ١٣ ”وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.“،

التكوين ٥: ٢٤ ”وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.“،

الملوك الثاني ٢: ١١ ”وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.“،

العبرانيّين ١١: ٥ ”الإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.“.

لقد فشل الناقد في القيام بقراءة أمينة للنصوص التي قام بسردها. إن الآية الثانية عشر من البشارة كما دونها يوحنا تنقل لنا قول يسوع لنيقوديموس كالآتي: ”إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟“ إن هذه الآية تنقل لنا أمراً واضحاً وهو أن يسوع يؤنّب نيقوديموس على أنَّه إن لم يكن مُستعداً للإيمان بيسوع وتصديقه حيال الأمور الأرضية التي يعاينها بحواسّه، فكيف سيكون قادراً على تصديقه حيال الأمور السماوية التي لن يكون من الممكن له أن يتحقَّق منها؟ وهنا تأتي الآية الثالثة عشر لتوضح أنَّه نتيجة لعدم وجود أيّ شخص قد صعد إلى السماء لكي يُعاين الأمور السماوية ويُعود ليُخَبِّرَ عنها - عدا يسوع ذاته الذي هو آتٍ من السماء (يوحنا ٣: ١٣) فإنَّه لا يوجد بين الأحياء على الأرض من صَعِدَ إلى السماء وعاد ليقدِّمَ تقريراً عن الأمور التي عاينها. إلا أنَّه يوجد عدد من الأشخاص الذين صعدوا إلى السماء ولكنهم بقوا هناك (التكوين ٥: ٢٤؛ الملوك الثاني ٢: ١١؛ العبرانيين ١١: ٥) وبالتالي فإنهم غير قادرين على تقديم أي تقرير عن الأمور التي رأوها. في المحصلة، إن قراءة هذه الآيات ضمن سياقها تُظهر غياب أي نوع من أنواع التناقض أو عدم الإتساق فيما بينها


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

القراءة غير الدقيقة للنصوص هو خطأ شائع يحدث حين يقوم الناقد بقراءة النصوص بطريقة سطحية ودون بذل أي مجهود لمحاولة فهم النصوص ضمن سياقها النصّي والتاريخي والأدبي. وهي فشل في قراءة النصّ بطريقة تتوافق مع الأسلوب الأدبي الذي كُتب به. فالكتاب المقدس يحتوي على عدة أساليب مختلفة في الكتابة مثل: التاريخ (التكوين، الخروج، الملوك)، الشعر (المزامير، نشيد الأنشاد، الأمثال)، النبوءات (حزقيال، رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الأمثال (أمثال المسيح في الأناجيل). ولا يمكن أن يتم تفسيرها جميعاً بأسلوب واحد. فالشعر بالعادة يحتوي على الصور الأدبية والتعبيرات المجازية، في حين أن السرد التأريخي يقرأ بطريقة حرفية. ومن عدم الأمانة للنص أن يتم تفسير النص المكتوب بطريقة شعرية على أنه سرد تأريخي أو تفسير السرد التأريخي على أنه شِعر. فعلى سبيل المثال، حين يتسائل كاتب المزمور عن سبب عم إجابة الله للصلاة؟ لماذا ينام الرّب؟، لا يجب أن يتم أخذ معنى ”النوم“ في هذه الحالة على أنّه نوم حرفي وإلا يعتبر هذا تفسيراً غير واعياً للنص ويفتقر للأمانة. ولكننا نجد البعض من الناقدين يستعملون هذا النوع من الأخطاء كما في #٤٠٠. سوف نجد العديد من الأخطاء التي تُرتَكَب من قِبَل الناقدين والتي يمكن وصفها بكل بساطة على أنَّها ”فشل في قراءة النص بتأنٍّ وانتباه.“ حيث أنَّه وعلى ما يبدو أن الناقد قد قرأ النص بشكل معزول وخارج سياقه، الأمر الذي قاده إلى الخروج بتفسير لا يمكن للقارئ الحذر أن يخرج به. فإنه سيكون من السُّخف القول بأنَّ ”الكتاب المُقدَّس يقول بأنَّه ليس إله من المزمور ١٤: ١“ ذلك أنَّ سياق الآية يقول بأنَّ ” قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلَهٌ».“ بالرغم من وضوح الأمر إلا أننا نجد عدداً من النُّقاد يسقطون في أخطا. إن بعض الأخطاء التي يرتكبها الناقدين لا يمكن أن يتمّ وصفها إلا بأنَّها ”خداع.“، وهي تلك الحالات التي لا يوجد أي نوع من التناقض الظاهري بين الآيات. وإنَّ أي شخص عقلاني سيلاحظ ذلك حتى من القراءة الأولى للنص، بالرغم من ذلك نجد أنّ هذا النوع من التناقضات المفترضة مُدرَج على لوائح تناقضات الكتاب المُقدَّس، التي يمكننا أن نقول عنها بأنها لوائح مُخادعة قام بوضعها النقّاد آملين في أنَّها سُتبهر من يطَّلع عليها فلا يقوم بمراجعتها. وللأسف هذا ما يحدث في كثير من الحالات.