الإعتراض #٠٢٨، كم كان عدد أفراد عائلة يعقوب الذين ذهبوا إلى مصر؟

التكوين ٤٦: ٢٧ والخروج ١: ٥ تقولان ٧٠، لكن أعمال الرسل ٧: ١٤ تقول بأنهم كانوا ٧٥.

التكوين ٤٦: ٢٧وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.“

سفر الخروج ١: ٥وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْسًا. وَلكِنْ يُوسُفُ كَانَ فِي مِصْرَ.“

أعمال الرسل ٧: ١٤فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْسًا.“

ارتكب المعترض مغالطة الفروع وفشل في قراءة النص بطريقة أمينة.

في أعمال الرسل ٧: ١٤، استفانوس يقول أن يوسف قد استدعى يعقوب وكل عشيرته ليأتوا إلى مصر، وجميعهم كانوا خمسة وسبعين نفساً. لكننا نرى في تكوين ٤٦: ٢٦ أن العدد هو ٦٦ نفساً. لكن القراءة الدقيقة للنص ”جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ، الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ، مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا.“ لذلك نحن نجد ان اللائحة التي أُحصيت في سفر الأعمال هي مختلفة عما سُجل في التكوين لأن اللائحة الأقدم لم تقم بإحصاء النساء اللاتي كُنَّ لأخوة يوسف الأحد عشر الذين كانوا مع يعقوب. حيث أن جميع اخوة يوسف ال١١ كانوا متزوجين ولهم نساء. لكننا نعرف أن زوجة يهوذا قد ماتت في كنعان قبل الرحلة إلى مصر (تكوين ٣٨: ١٢ ”وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ.“). وكذلك من (تكوين ٤٦: ١٠ ”وَبَنُو شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ.“) نستطيع أن نستنتج أن زوجة سمعان أيضاً قد ماتت قبل الرحلة (وأنه قد تزوَّج مرة أُخرى في وقت لاحق). بالتالي يوجد ٩ نساء أحياء لبني يعقوب وعند إضافتهم إلى ال ٦٦ نفساً سوف يكون لدينا ٧٥ نفساً.

لكن لماذا نجد في سفر التكوين ٤٦: ٢٧ وفي الخروج ١: ٥ أن العدد هو ٧٠؟

إن العدد المسجل في التكوين ٤٦: ٢٧ هو مبني على ال٦٦ نفساً من يعقوب دون نساء بنيه  التسعة ، لكنها تضيف أولئك الذين كانوا في مصر أي ٦٦+٤= ٧٠ نفساً وهي قراءة دقيقة للنص ومتّسقة مع قراءة سفر الأعمال. أما بالنسبة لسفر الخروج ١: ٥ فإما أنها تستعمل نفس الأسلوب في التسجيل أو انها اعتمد التدوير إلى الأعشار الأقرب وهو ببساطة أمر مُتَّبع في مواضع كثير من الكتاب المُقدَّس.


مغالطة الفروع: ان الخطأ في الإدّعاء بكون ”أ“ و ”ب“ هما متناقضين في حين أن ”أ“ هو فرع من ”ب“ أو العكس بحيث أن ”ب“ فرع من ”أ“ وبالتالي فإن كل من الحدثين هما متوافقين. على سبيل المثال إن ٥ هي فرع من ١٠ وبالتالي فإنَّ تصريحي بأنّ ”لدي خمسة أصابع“ لا يتناقض مع تصريحي  بأن لديَّ ”عشرة أصابع“ حيث أن خمسة أصابع انما هي فرع من عشرة . أي أن كل شخص لديه عشرة أصابع فهو بالضرورة يمتلك خمسة أصابع (بالإضافة إلى خمسة أصابع إضافيّة). في الحقيقة أنَّ مغالطة الفروع هي أحد أنواع مغالطات الإحتجاج من الصمت، فحقيقة كون أن أحد كُتَّاب الوحي المُقدَّس لم يقم بتسجيل حدث من الأحداث أو لم يذكر أحد الأشخاص في تسجيله عن الأحداث فذلك لا يعني أنه لم يحدث أو أنَّ الشخص لم يوجد. بالتالي، واحد من الكُتَّاب قد يُصرّح بأن يسوع قد شفى شخص لديه مسّ شيطاني في حين أن كاتباً آخر قد يسجل أنَّه قد شفى شخصين. وهذا ليس بتناقض فعلى اعتبار أن يسوع قد شفى شخصين فهو بالضرورة قد شفى شخصاً واحداً (بالإضافة إلى شخص آخر.) فالكاتب الأول لم يذكر الشخص الثاني لأي سبب من الأسباب (ربما يكون الشفاء الثاني أقلّ أهمية من أن يذكر)، لكن هذا لا يعني بأنَّه لم يحدث. أما لو أن الكاتب الأول قد صرَّح بأن يسوع قد قام بشفاء شخص واحدٍ فقط، والكاتب الثاني صرَّح بأن يسوع قام بشفاء شخصين في الوقت عينه وبالمعنى ذاته، حينها سيكون لدينا مشكلة تعارض. لكن لا يوجد أي مشكلة مشابهة لذلك في النصوص المقدسة.