يقول المعترض بأنه يوجد تناقض بين أخبار الأيام الأول ٢٥: ٤ وأخبار الأيام الثاني ٢٩: ١٤.
أخبارالأيام الأول٢٥: ٤”مِنْ هَيْمَانَ: بُقِّيَّا وَمَتَّنْيَا وَعُزِّيئِيلُ وَشَبُوئِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَحَنَنْيَا وَحَنَانِي وَإِيلِيآثَةُ وَجِدَّلْتِي وَرُومَمْتِي عَزَرُ وَيُشْبَقَاشَةُ وَمَلُوثِي وَهُوثِيرُ وَمَحْزِيُوثُ.“
أخبارالأيام الثاني٢٩: ١٥”وَمِنْ بَنِي هَيْمَانَ: يَحِيئِيلُ وَشِمْعِي، وَمِنْ بَنِي يَدُوثُونَ: شِمْعِيَا وَعُزِّيئِيلُ.“
لقد ارتكب المعترض مغالطتين منطقيَّتين وهما مغالطة التشعب (التقليص الخاطئ) ومغالطة النطاق الدلالي للمعنى. فيجب علينا أن نتذكر بأن كلمة أب في اللغة العبرية تحمل نطاقاً دلالياً من المعاني يمتد من الأب المباشر أي البيولوجي حتى أي واحد من الأجداد والأسلاف. كما أن أخبار الأيام الأول ٢٥: ٤ تنقل لنا أسماء أبناء هيمان الذي عاصر فترة حكم داود الملك كما هو مذكور في أخبار الأيام الأول ٢٥: ١. في حين أن أخبار الأيام الثاني ٢٩: ٤ تنقل لنا أسماء أبناء هيمان الذي عاصر فترة حكم الملك حَزقيا والذي تولى سُدَّة الحكم بعد حوالي ٢٠٠ عام من الملك داود، إن اكتشاف هذا الأمر ليس بالعسر أبداً فهو مذكور في بداية الاصحاح الذي اقتص المعترض منه الآية ليدَّعي بوجود تناقض.
يوجد شخصان يدعيان هيمان وقد عاشا في حقبتين يفصل بينهما قرنان من الزمن وكلٌّ منهما قد دعا أبناءه بأسماء تختلف عن الآخر، فكيف لهذا أن يكون تناقضاً.
للتعرف على مغالطة التشعب الرجاء متابعة المقطع التالي أو زيارة المنشور الخاصّ بهذه المغالطة من خلال الضغط هنا
٥- مغالطة النطاق الدلالي لمعنى الكلمة: تحدث هذه المغالطة حين يقوم القارئ بتحديد كل النطاق الدلالي للكلمة (أي جميع المعاني التي قد تحملها الكلمة) ثم بعد ذلك يقوم باختيار المعنى الذي يتناسب مع التفسير الذي يتبنّاه، عوضاً عن السماح لسياق النص أن يقوم بتحديد معناها، فسياق النص هو ما يقوم بتحديد المعنى وليس تفضيلات القارئ.
٣– مغالطة التشعّب (التقليص الخاطئ): وتعرف باسم مغالطة (إمّا أو). وتحدث هذه المغالطة حين يؤكد الشخص بوجود خَيَارَيْن فقط في حين أنه في الواقع يوجد خَيَار ثالث. كما في حالة ”إنَّ الإشارة الضوئية للمرور إما أن تكون حمراء أو خضراء“ فهي مغالطة تشعّب حيث أنّ الإشارة الضوئية قد تكون صفراء.