يقول الناقد بوجود تناقض بين ملاخي ٤: ٦ والتكوين ٨: ٢١
ملاخي ٤: ٦ ”فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».“
التكوين ٨: ٢١ ”فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.“
لقد فشل الناقد في قراءة هذه الآيات بدقة وأمانة ضمن سياقها. إن الرب قد وعد في التكوين ٨: ٢١-٢٢ بأنه لن يلعن الأرض من جديد بمعنى أنَّه لن يمحو كلَّ حيٍّ عليها من خلال المياه طالما بقيت الأرض. ولا يوجد أي نص يناقض هذا العهد في الكتاب المقدس بأسره. أما ملاخي ٤: ٦ فهي تشير إلى أنَّ الله سوف يرسل النبي إيليا ليردَّ قلوب اسرائيل ”لئلا يضرب الأرض بلعنة“. لكنه لا يوجد ذكر لطوفان مياه عالمي في ملاخي ٤: ٦. ولا يوجد أي سبب للإعتقاد بوجود تناقض بين هذه الآيات. فاللعنة التي يتم الإشارة إليها في سفر التكوين هي الطوفان العالمي الذي حدث أيام نوح وهو الأمر الذي وعد الرب الإله بأنَّه لن يحصل مرَّةً ثانية. إلا أن هذا المفهوم يغيب عن الآيات المقتبسة من سفر ملاخي.