يقول المعترض أن يوحنا ٣: ١٣ تقول أنه لم يصعد أي شخص إلى السماء إلا المسيح، في حين أن التكوين ٥: ٢٤؛ الملوك الثاني ٢: ١١، والعبرانيين ١١: ٥ تُقدم عدة أمثلة عن أشخاص قد فعلوا ذلك.
يوحنا ٣: ١٣ ”وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.“،
التكوين ٥: ٢٤ ”وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.“،
الملوك الثاني ٢: ١١ ”وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.“،
العبرانيّين ١١: ٥ ”الإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.“.
لقد فشل الناقد في القيام بقراءة أمينة للنصوص التي قام بسردها. إن الآية الثانية عشر من البشارة كما دونها يوحنا تنقل لنا قول يسوع لنيقوديموس كالآتي: ”إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟“ إن هذه الآية تنقل لنا أمراً واضحاً وهو أن يسوع يؤنّب نيقوديموس على أنَّه إن لم يكن مُستعداً للإيمان بيسوع وتصديقه حيال الأمور الأرضية التي يعاينها بحواسّه، فكيف سيكون قادراً على تصديقه حيال الأمور السماوية التي لن يكون من الممكن له أن يتحقَّق منها؟ وهنا تأتي الآية الثالثة عشر لتوضح أنَّه نتيجة لعدم وجود أيّ شخص قد صعد إلى السماء لكي يُعاين الأمور السماوية ويُعود ليُخَبِّرَ عنها – عدا يسوع ذاته الذي هو آتٍ من السماء (يوحنا ٣: ١٣) فإنَّه لا يوجد بين الأحياء على الأرض من صَعِدَ إلى السماء وعاد ليقدِّمَ تقريراً عن الأمور التي عاينها. إلا أنَّه يوجد عدد من الأشخاص الذين صعدوا إلى السماء ولكنهم بقوا هناك (التكوين ٥: ٢٤؛ الملوك الثاني ٢: ١١؛ العبرانيين ١١: ٥) وبالتالي فإنهم غير قادرين على تقديم أي تقرير عن الأمور التي رأوها. في المحصلة، إن قراءة هذه الآيات ضمن سياقها تُظهر غياب أي نوع من أنواع التناقض أو عدم الإتساق فيما بينها