هل يجب أن يتم اعدامهم كما يرد في اللاويين ٢٠: ١٣؟ أم أنَّه يجب أن يُزالوا من الأرض كما يرد في الملوك الأول ١٥: ١١-١٢؟
اللاويين ٢٠: ١٣ ”وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.“
الملوك الأول ١٥: ١١-١٢ ”وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، وَأَزَالَ الْمَأْبُونِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ الأَصْنَامِ الَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ،“.
إن هذا الإعتراض مبني على الفشل في القيام بقراءة أمينة ودقيقة للنصوص. إن الأمر المنصوص عليه في اللاويين ٢٠: ١٣ هو أن يتم تطبيق العقوبة على أولئك الذين يمارسون المثلية الجنسية، والعقوبة هي أن يُقتلا كلاهما، وهنا يجب أن يُلاحظ شرط لتطبيق عقوبة الإعدام في الكتاب المقدس ألا وهو وجود شاهدين أوثلاثة شهود على هذه الواقعة، هذا الامر قد تم التصريح به في (التثنية ١٧: ٦ ”عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ.“،التثنثية ١٩: ١٥”«لاَ يَقُومُ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِنْسَانٍ فِي ذَنْبٍ مَا أَوْ خَطِيَّةٍ مَا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يُخْطِئُ بِهَا. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ.“؛ متى ١٨: ١٦؛ العبرانيين ٢: ٢، ١٠: ٢٨). لا يوجد أي آية في الكتاب المقدس تخالف هذه التعليمات.
أما الآيات الواردة في سفر الملوك الأول ١٥: ١١-١٢ فإنها لا تقوم بتقديم وصفاً شرطياً لكيفية وجوب التعامل مع المثليّين جنسياً، إنما هي تقدم وصفاً إخبارياً عن كيفية تعامل الملك آسا معهم. لابد لنا من ملاحظة الإختلاف بين ما يفعله الأشخاص وبين ما يجب عليهم أن يفعلوه. إن النص الوارد في سفر الملوك الأول يقول أن الملك آسا ”أزال“ جميع المأبونين (الذكور)، هذه الكلمة هي بالعبرية קָדֵשׁ [قاديش] وهي في هذا الموضع تشير إلى الذكور الذين يمارسون الرجاسات الجنسية للأمم الوثنية مثل ممارسات الكنعانيين في عباداتهم والتي تتضمن ممارسات المثلية الجنسية ضمن العبادة والطقوس الدينية. ربما يكون الملك آسا قد ”أزالهم“ بمعنى أنهم طبق عليهم عقوبة الإعدام أو أنه طردهم من الارض، وسواء كان قد طردهم أم قتلهم فإن هذا لا يشكل أي تناقض بين الآيات التي قام المُعترض بسردها.