يعتقد الناقد بأن الملوك الثاني ١٠: ٣٠ تشير إلى أن الله كان موافقاً على الأمر، في حين أن هوشع ١: ٤ تشير إلى أنَّ الله لم يكن موافقاً عليه.
الملوك الثاني ١٠: ٣٠ ”وَقَالَ الرَّبُّ لِيَاهُو: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَسَبَ كُلِّ مَا بِقَلْبِي فَعَلْتَ بِبَيْتِ أَخْآبَ، فَأَبْنَاؤُكَ إِلَى الْجِيلِ الرَّابعِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ».“
هوشع ١: ٤ ” فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ يَزْرَعِيلَ، لأَنَّنِي بَعْدَ قَلِيل أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو عَلَى دَمِ يَزْرَعِيلَ، وَأُبِيدُ مَمْلَكَةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.“
إن هذا الإعتراض مبني على الفشل في التمييز بين الأزمنة المختلفة بالإضافة إلى الفشل في القيام في القراءة الدقيقة للنصوص ضمن سياقها التاريخي. إن ياهو كان قد حصل على إذن من الرب ليقضي على بيت آخاب في يزرعيل وقد امتد الأمر إلى قتل عبدة البعل وهو ما يرد في الملوك الثاني ٩: ٦-٨، ١٠: ١٨-٣٠.
الملوك الثاني ٩: ٦-٨ ”٦ فَقَامَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَبَّ الدُّهْنَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، ٧ فَتَضْرِبُ بَيْتَ أَخْآبَ سَيِّدِكَ. وَأَنْتَقِمُ لِدِمَاءِ عَبِيدِيَ الأَنْبِيَاءِ، وَدِمَاءِ جَمِيعِ عَبِيدِ الرَّبِّ مِنْ يَدِ إِيزَابَلَ. ٨ فَيَبِيدُ كُلُّ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَسْتَأْصِلُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ.“
لقد فعل ياهو هذا الأمر وقد كان ذلك الأمر قد حظي ببركة إلهية كما ورد في الملوك الثاني ١٠: ٣٠. لكن لو أن الناقد قد قام بقراءة أكثر من آية منفردة لكان لاحظ أن ياهو كان قد ابتدأ بعد ذلك بارتكاب ذات الخطايا التي ارتكبها أولئك الذين أبادهم، بما في ذلك الزنى
الملوك الثاني ١٠: ٢٩-٣١ ”وَلكِنَّ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ لَمْ يَحِدْ يَاهُو عَنْهَا، أَيْ عُجُولِ الذَّهَبِ الَّتِي فِي بَيْتِ إِيلَ وَالَّتِي فِي دَانَ. وَقَالَ الرَّبُّ لِيَاهُو: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَسَبَ كُلِّ مَا بِقَلْبِي فَعَلْتَ بِبَيْتِ أَخْآبَ، فَأَبْنَاؤُكَ إِلَى الْجِيلِ الرَّابعِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ». وَلكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ.“
أي أن ياهو كان قد سار على خطى من أبادهم من أمام وجه الرب، أي أنَّه قد ارتكب الخطايا التي كان قد عاقبهم عليها وهو الأمر الذي يُحسب غير عادل
رسالة رومية ٢: ١ ”لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا!“
عند تطبيق هذا المبدأ الكتابي فإن ما فعله ياهو من خير في القضاء على فاعلي الشر كان رياء وبذلك حكم على نفسه إذ أنَّه قد فعل تلك الأمور عينها ونال باستحقاق عقوبة الله على تلك الأفعال كما يرد في هوشع ١: ٤.