الإعتراض #٢٦٩، هل كُلّ الكتاب موحى به من الله؟

يعتقد الناقد أنَّه يوجد تناقض بين رسالة تيموثاوس الأولى ٣: ١٦ وبين رسالة كورنثوس الأولى ٧: ١٢، ٢٥.

وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، إِنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلائِكَةُ، بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.

تيموثاوس الأولى ٣: ١٦.

وَأَمَّا الآخَرُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لَا الرَّبُّ: إِنْ كَانَ لأَخٍ زَوْجَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَتَرْتَضِي أَنْ تُسَاكِنَهُ، فَلا يَتْرُكْهَا. … وَأَمَّا الْعُزَّابُ، فَلَيْسَ عِنْدِي لَهُمْ وَصِيَّةٌ خَاصَّةٌ مِنَ الرَّبِّ، وَلَكِنِّي أُعْطِي رَأْياً بِاعْتِبَارِي نِلْتُ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ لأَكُونَ جَدِيراً بِالثِّقَةِ.

كورنثوس الأولى ٧: ١٢، ٢٥.

لقد استخدم الناقد منطقاً مريباً في استنتاجه بوجود تناقض بين هذه الآيات. إن كُلَّ الكِتاب هو مُوحىً به من الله، وهو الأمر الذي يستند إليه المسيحيّون في إيمانهم إذ أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد المعصوم عن الخطأ لكل ما نعرفه عن الله وكل ما يختص بحياتنا الإيمانية. لا يوجد في الكتاب المقدس أيَّة آية تُقدِّم تعليماً يناقض ما سبق… إلا أنَّ الكتاب المقدس لا يأتي بصيغة أوامر إلهية مباشرة بكليّته، فهو يحتوي أجزاء تُقدِّم الحكمة، وأجزاء أُخرى تقدم سرداً تاريخياً للأحداث في صيغة تأريخيّة، وسوى ذلك.

إن السرد الذي دوَّنه بولس الرسول في رسالة كورنثوس الأولى ٧: ٢٥ ينقل لنا تعليماته والشرح الذي قدَّمه موضحاً أنَّ التعليم هذا ليس أمراً إلهياً، إنما كان إبداء رأي حول القضية التي كان أهل كنيسة كورنثوس قد سألوه عنها في رسالة سابقة. كان بولس قد دَوَّن رأيه هذا بوحي إلهي، وعدم كونه أمراً إلهياً مباشراً لا يعني أنَّه ليس موحى به من الله.