الإعتراض ٠٠١، كم كان عدد الذين قتلهم يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ؟

Cover Image for: objection001

سفر صموئيل الثاني ٢٣: ٨ يذكر ٨٠٠، في حين أنّ سفر أخبار الأيام الأول ١١: ١١ يذكر ٣٠٠.

صموئيل الثاني ٢٣: ٨ ”هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً.“

أخبار الأيام الأول ١١: ١١ ”وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.“

إن النص العبري في أخبار الأيام الأول يحتوي على الكلمتين עוּר חנית التان تُقرآن عُورْ خَنِيثْ وتعني رَفع رُمحَه في حين أننا في سفر صموئيل الثاني نقرأ חָלָל בְּפַעַם אחד والتي تُقرأ خَلال بِفِيعام آخاد وتعني في مرة واحدة لكن دون أن نجد أي ذكرٍ للرُمِح.

وبالتالي فإن الترجمة الصحيحة لسفر صموئيل الثاني هي أنَّه قتلهم في مرَّة واحدة وذلك دون ذكر للسلاح.

ارتكب المعترض مغالطة الفروع ، فيشبعام قتل برمحه ٣٠٠ شخص بحسب ما سجّله (١ أخبار ١١: ١١). وأيضاً قتل ٥٠٠ إضافةً إلى ال ٣٠٠ المذكورين (ربما بسلاحٍ آخر) بحيث يكون مجموع الذين قتلهم هو ٨٠٠ بحسب (٢ صموئيل ٢٣: ٨). من المهم ملاحظة أن نوع السلاح لم يتم ذِكره في سفر صموئيل في حين أنَّه تم تحديد الرمح في سفر الأخبار. وبالتالي فإن الروايتين متكاملين ولاتوجد أيّ تناقض بين الآيتين. الأمر الوحيد الذي احتجنا أن نقوم به هو العودة إلى النص الأصلي العبري، وللملاحظة، إن هذا الخطأ في الترجمة لا يظهر في جميع الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وهي الخطأ في الإدّعاء بكون ”أ“ و ”ب“ هما متناقضين في حين أن ”أ“ هو فرع من ”ب“ أو العكس بحيث أن ”ب“ فرع من ”أ“ وبالتالي فإن كل من الحدثين هما متوافقين. على سبيل المثال إن ٥ هي فرع من ١٠ وبالتالي فإنَّ تصريحي بأنّ ”لدي خمسة أصابع“ لا يتناقض مع تصريحي بأن لدي ”عشرة أصابع“ حيث أن خمسة أصابع انما هي فرع من عشرة . أي أن كل شخص لديه عشرة أصابع فهو بالضرورة يمتلك خمسة أصابع (بالإضافة إلى خمسة أصابع إضافيّة). في الحقيقة أنَّ مغالطة الفروع هي أحد أنواع مغالطات الإحتجاج من الصمت، فحقيقة كون أن أحد كُتَّاب الوحي المُقدَّس لم يقم بتسجيل حدث من الأحداث أو لم يذكر أحد الأشخاص في تسجيله عن الأحداث فذلك لا يعني أنه لم يحدث أو أنَّ الشخص لم يوجد. بالتالي، واحد من الكُتَّاب قد يُصرّح بأن يسوع قد شفى شخص لديه مسّ شيطاني في حين أن كاتباً آخر قد يسجل أنَّه قد شفى شخصين. وهذا ليس بتناقض فعلى اعتبار أن يسوع قد شفى شخصين فهو بالضرورة قد شفى شخصاً واحداً (بالإضافة إلى شخص آخر.) فالكاتب الأول لم يذكر الشخص الثاني لأي سبب من الأسباب (ربما يكون الشفاء الثاني أقلّ أهمية من أن يذكر)، لكن هذا لا يعني بأنَّه لم يحدث. أما لو أن الكاتب الأول قد صرَّح بأن يسوع قد قام بشفاء شخص واحدٍ فقط، والكاتب الثاني صرَّح بأن يسوع قام بشفاء شخصين في الوقت عينه وبالمعنى ذاته، حينها سيكون لدينا مشكلة تناقض. لكن لا يوجد أي مشكلة مشابهة لذلك في النصوص المقدسة.