هل مات جميع الأشخاص (ماعدا نوح وعائلته) في الطوفان؟

Cover Image for: objection209

يقول الناقد أنَّ التكوين ٧: ٢١-٢٣ تقول نعم، إلا أنَّ التكوين ٦: ٤ والعدد ١٣: ٣٣ تشير إلى أن بعض الأشخاص قد نَجوا (وهنا يشير الناقد إلى الجبابرة الذين يُعرفون بإسم النفيليم).

التكوين ٧: ٢١-٢٣ ”فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ. كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.“

التكوين ٦: ٤ ”كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.“

العدد ١٣: ٣٣ ”وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاقٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».“.

إن الناقد قد استخدم نوعاً من المنطق المريب في استنتاجه هذا.
إن نوح وعائلته هم فقط من نجوا من الطوفان العالمي الموصوف في سفر التكوين وهذا الامر واضح من خلال التصريح الموجود في التكوين ٧: ٢١-٢٣ ولا يوجد أي تصريح آخر في الوحي المُقدَّس يُناقض هذا التصريح. إن النفيليم الذين يُعرفون بإسم ”الجبابرة“، ”العمالقة“ أو ”الساقطين“ قد ذُكروا في التكوين ٦: ٤ مُختلفين عن الجبابرة المذكورين في سفر العدد ١٣: ٣٣ وهذا الأمر واضح من خلال السياق النصي والتاريخي. فأولئك الجبابرة المذكورين في سفر العدد قد وُلدوا بعد ما يزيد عن ألف عام من الطوفان، وبالتالي فإنه لا يوجد أي عُذر لدى الناقد لكي يقوم بارتكاب هذا النوع من الأخطاء.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وهو يحدث حين يقوم الناقد بقفزات غير منطقية وغير مترابطة في الاستنتاجات التي يقدمها. فلنفترض أن الناقد قام بالإدّعاء بأنَّ التصريح بكون ”أجَاج قد أُعدِمَ “يتناقض مع الإدّعاء بأنَّ ”أجَاجَ لديه ذُرّية أي نَسل.“ هذا سيكون مثالاً عن المنطق المُخادِع، وذلك لعدم وجود أي مُبرّر منطقي لرفض كون أجاج قد وَلَدَ بنين ثم بعد ذلك وفي وقتٍ لاحقٍ قد أُعدِمَ. فذرّيتَهُ لن تتلاشى لمجرَّد أنَّه قد مات.