الإعتراض ٢٣١، هل القتل مُحرَّم؟

Cover Image for: objection231

يعتقد الناقد بوجود تناقض في التعليمات المختصة بوصية تحريم القتل، فيقول أن الخروج ٣٢: ٢٧؛ العدد ١٥: ٣٥؛ صموئيل الأول ١٥: ٢-٣ التي نجد فيها أوامر إلهية لأشخاص أن يقتلوا أشخاصاً آخرين. في حين أنه يوجد تحريم إلهي في الخروج ٢٠: ١٣، ٢٣: ٧؛ التثنية ٥: ١٧؛ مرقس ١٠: ١٩؛ لوقا ١٨: ٢٠؛ ومتى ١٩: ١٨.

”فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ».“ الخروج ٣٢: ٢٧

”فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ».“ العدد ١٥: ٣٥

”لاَ تَقْتُلْ.“ الخروج ٢٠: ١٣؛ التثنية ٥: ١٧

”…لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».“ متى ١٩: ١٨؛ مرقس ١٠: ١٩؛ لوقا ١٨: ٢٠

لقد فشل الناقد في القيام بقراءة أمينة للنصوص التي قام بتقديمها، بشكل خاص فيما يتعلق بمعاني هذه النصوص.

إن الكتاب المقدس يُحرِّم القتل بمعنى الإجرام الذي هو سَلْبُ حياةٍ دون وجه حقّ؛ وهو ما يرد في آيات التحريم في الخروج ٢٠: ١٣؛ التثنية ٥: ١٧؛ مرقس ١٠: ١٩؛ لوقا ١٨: ٢٠؛ متى ١٩: ١٨. كما أنَّ قتل أحد الأشخاص في وقت السلم دون أن يكون مُداناً بتهمة تستوجب القتل فإنَّه سيكون قتلاً دون وجه حق، وهو ما تتم الإشارة إليه في الخروج ٢٣: ٧. إلا أنَّ الشريعة تسمح بأن يتم قتل الأشخاص في وقت الحرب (صموئيل الأول ١٥: ٢-٣)، وكذلك في حالة الدفاع عن النفس أو عن حياة الآخرين المعرضين للخطر كما يرد في الخروج ٢٢: ٢-٣؛ إستير ٨: ١٠-١٢)

”١٠ فَكَتَبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخَتَمَ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِِ، ١١ الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ، وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ، وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ، ١٢ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ.“ أستير ٨: ١٠-١٢

إضافة إلى ما سبق فإنَّه يُسمح بقتل الأشخاص الذين يرتكبون جرائم تستحق عقوبة الإعدام (العدد ١٥: ٣٠-٣٥؛ الخروج ٣٢: ٢٧). إن آيات الكتاب المقدس تتبع هذا النهج بشكل متسق دون أي تناقض.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

القراءة غير الدقيقة للنصوص هو خطأ شائع يحدث حين يقوم الناقد بقراءة النصوص بطريقة سطحية ودون بذل أي مجهود لمحاولة فهم النصوص ضمن سياقها النصّي والتاريخي والأدبي. وهي فشل في قراءة النصّ بطريقة تتوافق مع الأسلوب الأدبي الذي كُتب به. فالكتاب المقدس يحتوي على عدة أساليب مختلفة في الكتابة مثل: التاريخ (التكوين، الخروج، الملوك)، الشعر (المزامير، نشيد الأنشاد، الأمثال)، النبوءات (حزقيال، رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الأمثال (أمثال المسيح في الأناجيل). ولا يمكن أن يتم تفسيرها جميعاً بأسلوب واحد. فالشعر بالعادة يحتوي على الصور الأدبية والتعبيرات المجازية، في حين أن السرد التأريخي يقرأ بطريقة حرفية. ومن عدم الأمانة للنص أن يتم تفسير النص المكتوب بطريقة شعرية على أنه سرد تأريخي أو تفسير السرد التأريخي على أنه شِعر. فعلى سبيل المثال، حين يتسائل كاتب المزمور عن سبب عم إجابة الله للصلاة؟ لماذا ينام الرّب؟، لا يجب أن يتم أخذ معنى ”النوم“ في هذه الحالة على أنّه نوم حرفي وإلا يعتبر هذا تفسيراً غير واعياً للنص ويفتقر للأمانة. ولكننا نجد البعض من الناقدين يستعملون هذا النوع من الأخطاء كما في #٤٠٠. سوف نجد العديد من الأخطاء التي تُرتَكَب من قِبَل الناقدين والتي يمكن وصفها بكل بساطة على أنَّها ”فشل في قراءة النص بتأنٍّ وانتباه.“ حيث أنَّه وعلى ما يبدو أن الناقد قد قرأ النص بشكل معزول وخارج سياقه، الأمر الذي قاده إلى الخروج بتفسير لا يمكن للقارئ الحذر أن يخرج به. فإنه سيكون من السُّخف القول بأنَّ ”الكتاب المُقدَّس يقول بأنَّه ليس إله من المزمور ١٤: ١“ ذلك أنَّ سياق الآية يقول بأنَّ ” قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلَهٌ».“ بالرغم من وضوح الأمر إلا أننا نجد عدداً من النُّقاد يسقطون في أخطا. إن بعض الأخطاء التي يرتكبها الناقدين لا يمكن أن يتمّ وصفها إلا بأنَّها ”خداع.“، وهي تلك الحالات التي لا يوجد أي نوع من التناقض الظاهري بين الآيات. وإنَّ أي شخص عقلاني سيلاحظ ذلك حتى من القراءة الأولى للنص، بالرغم من ذلك نجد أنّ هذا النوع من التناقضات المفترضة مُدرَج على لوائح تناقضات الكتاب المُقدَّس، التي يمكننا أن نقول عنها بأنها لوائح مُخادعة قام بوضعها النقّاد آملين في أنَّها سُتبهر من يطَّلع عليها فلا يقوم بمراجعتها. وللأسف هذا ما يحدث في كثير من الحالات.