الإعتراض ٢٥٩، هل يعرف المسيحيّون كيف يُصلُّون؟

Cover Image for: objection259

يقول الناقد أن ما يرد في متى ٦: ٩-١٣ تُظهر أنَّ يسوع كان قد علَّمهم كيف يُصَلُّون، في حين أن ما يرد في رسالة رومية ٨: ٢٦ ينقل قول بولس بأنَّهم لا يعرفون كيف يُصَلُّون.

«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. متى ٦: ٩-١٣

وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. رومية ٨: ٢٦

إن هذا الإعتراض مبني على على نوع من المنطق المُريب. نحن كمسيحيّين مؤمنين نعرف ما هو الإطار العام للصلاة؛ ولكنا لا نعرف كيفية تحديد الأمور التي يجب أن نصلي من أجلها. إن يسوع كان قد قدَّم الإطار والنموذج العام للصلاة في متى ٦: ٩-١٣. ولكننا نحتاج بشكل مُتكرر إلى الحصول على المساعدة من أجل معرفة الأمور والتفاصيل التي نحتاج إلى وضعها ضمن ذلك النموذج.

إن الأمر المطمئن هو أنَّ الله لم يتركنا لكي نتخبط في بحر أفكارنا، بل إن الروح القدس الحالَّ فينا يساعدنا في هذا الأمر (رومية ٨: ٢٦) فأين هو التناقض الذي يُفترض بنا التنبه إليه فيما بين هذه الآيات.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وهو يحدث حين يقوم الناقد بقفزات غير منطقية وغير مترابطة في الاستنتاجات التي يقدمها. فلنفترض أن الناقد قام بالإدّعاء بأنَّ التصريح بكون ”أجَاج قد أُعدِمَ “يتناقض مع الإدّعاء بأنَّ ”أجَاجَ لديه ذُرّية أي نَسل.“ هذا سيكون مثالاً عن المنطق المُخادِع، وذلك لعدم وجود أي مُبرّر منطقي لرفض كون أجاج قد وَلَدَ بنين ثم بعد ذلك وفي وقتٍ لاحقٍ قد أُعدِمَ. فذرّيتَهُ لن تتلاشى لمجرَّد أنَّه قد مات.


مواضيع أخرى