في زمن تسيطر فيه الخطابات الحماسية والعاطفية على منابر الكنائس، لا بد لنا من مواجهة الحقيقة المُرة في أن الكنيسة المُعاصرة قد فشلت في نقل رسالة الإنجيل بأمانة. تظهر ملامح هذا الأمر من خلال غياب الكرازة الحقيقيّة بإنجيل الخلاص، وظهور كرازة سطحية مساومة تنقل صورة مشوهة عن الله، وتقود الكثير من الأشخاص إلى اهتداءاتٍ كاذبةٍ وإيمانٍ غير كتابي.
يقوم راي كومفورت في هذا الكتاب بتقديم ملامح الخلل، بالإضافة إلى العلاج المبني على وصفة كِتَابية بامتياز. لذلك أرجو منكم أن تقرأوا بأناة وتقوموا بمقارنة المعلومات مع واقع الكنيسة من ناحية أولى، ومع الحقائق المُعلنة في كلمة الله من ناحية ثانية. لتصلوا في نهاية المطاف إلى قناعة متينة حيال إيمانكم الذي يجب أن يكون مؤسساً على الصخر حتى لا يتزعزع أمام عواصف الإلحاد والتشكّك.
يتضمن هذا الكتاب نموذجاً سهلاً ومميزاً عن طريقة استخدام الشريعة الإلهية الصالحة في تقديم رسالة الإنجيل، وهذا النموذج هو نموذج عملي وأمين لتعليم الكتاب المقدس، وسيكون مساعداً لكم على تقديم إيمانكم ومشاركته مع الآخرين، وهو الأمر الذي أوصانا به فادينا ومُخلصنا يسوع المسيح في المأمورية العُظمى:
”فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ!» فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“ متى ٢٨: ١٨-٢٠