القدير، שַׁדַּי [شَدَّاي]

شارك المنفعة مع الآخرين

في الكثير من الأحيان نجد أن العهود تسقط لعدم القدرة على الوفاء بها، وغالباً ما نجد أعذار لهذا الأمر. إلا أنَّه يوجد سبب رئيسي ألا وهو غياب السلطان أو القدرة اللازمين للوفاء بهذه العهود. ويوجد عبارة متكرّرة ومبتذله إلى حدٍّ كبير تقول بأنَّه يجب ألا نتعهد بأشياء لا نستطيع أن نتمّمها. إلا أنَّ الرب الإله هو الوحيد الذي لم ولن يفشل في الايفاء بعهوده، فهو يمتلك القوة والمقدرة على إتمام عهوده.

إن الاسم العبري شَدَّاي שַׁדַּי يعني كلّي القدرة أو كلي المقدرة (لابد من ملاحظة الرديف العربي شِدَّة أي مَقدِرَة حيث يُقال رجل شديد البأس بمعنى عظيم القوة أو المقدرة)، ويرد هذا الاسم أربعين مرة في العهد القديم ومن بينها واحد وثلاثين مرة في سفر أيوب. ومن الغالب أن مصدره هو الفعل שַׁדַּד شَدَّاد والذي يأتي بمعنى: يكون ذو مقدرة أو قوّة. ويوجد اعتقاد بأن مصدره يرجع إلى تركيب كلمتين عبريّتين שׁוה [شَوَاه] و דַּי [داي] تحملان معنى ”الذي يمتلك ما يكفي أو القدير أي الذي لا يوجد حاجة إلى سواه“.

في الكتاب المقدس العبري نجد أنه هذا الاسم يأتي بالشكل אֵ֣ל [إيل] שַׁדַּ֔י [شَدَّاي] ويعني ”الله القدير“ ويرد بهذا اللفظ في ستة مواضع مختصة بالآباء البطاركة ومرتبطة بعهود الهية من الرب القدير على إتمامها. فقد وعد الرب القدير بأن يُكَثِّر نسلهم ويعطيهم أرض كنعان (التكوين ١٧: ١-٨؛ ٢٨: ٣؛ ٣٥: ١١). كما صلَّى يعقوب للرب القدير لكي يعيد بنيامين من مصر بسلامة (التكوين ٤٣: ١٤) أي الحفاظ على النسل الموعود. إن استخدام اسم ”الله القدير“ في هذه الحالات كان بمثابة ضمانة لتنفيذ العهود التي تمَّ التعهد بها.

بصفته القدير، أعطى الله رؤيا لبلعام في أرض ما بين النهرين (سفر العدد ٢٤: ٤، ١٦). وجلب الله الخراب كما يمكن للقادر وحده أن يفعل (اشعياء ١٣: ٦؛ يوئيل ١: ١٥) وشَتَّتَ الله أعداء اسرائيل (مزمور ٦٨: ١٤). وصوته كصوت خرير مياه كثيرة كصوت هدير أجنحة الشيروبيم (حزقيال ١: ٢٤؛ ١٠: ٥). وفي الوقت عينه نجد أن كاتب المزمور يقول أن السُكنى في ظلِّ القدير يعطي الحاجة والأمان (المزمور ٩١: ١-٢).

إن الله القدير אֵ֣ל [إيل] שַׁדַּ֔י [شَدَّاي] كان قد عُرِفَ في أيام موسى على أنَّه يهوه إله العهد لاسرائيل (الخروج ٦: ٢-٥). ونجد أن أيوب ورفاقه قد تمسكوا باسم إيل شادَّاي ”الله القدير“ والتصق بشفاههم وكرَّروه ٣١ مرة في الأقسام الشعرية من سفر أيوب (أيوب ٥: ١٧، ٢٠: ٢)، وفي الوقت عينه فإن آسم يهوه قد استخدم أيضاً ٢٢ مرة في الأقسام النثرية و ستة مرات في الأقسام الشعرية، وهذا يظهر أن يهوه هو إيل شادَّاي الإله القدير الذي التجأ اليه أيوب ليجادل في قضيته وشكواه، ولكنه في نهاية المطاف استسلم لعظمة وقدرة الإله القدير (أيوب ٤٠: ١-٥).

إن الرب الإله القدير هو إله رائع وحافظ لعهوده ليتمِّمَها ومتمسّكٌ بكلمته ليجريها وهي لا ترجع إليه خالية. لذلك فلنحني ركبتينا أمام عرش القدير الذي بفائق محبته وسلطانه الذي لا يُقارب قد اقتنانا بثمنٍ وأرسل الابن الوحيد يسوع المسيح ليحيا حياة البرّ التي فشلنا في إتمامها ويموت الموت الذي نستحقُّة ويقوم من بين الأموات ويمنحنا بقيامته حياةً أبدية. له المجد والسلطان إلى أبد الدهور. أمين

الآيات المفتاحية:

المواضع الستة التي ورد فيها اسم אֵ֣ל [إيل] שַׁדַּ֔י [شَدَّاي]:
التكوين: ١٧: ١؛ ٢٨:٣؛ ٣٥: ١١؛ ٤٣: ١٤؛ ٤٨: ٣؛ الخروج ٦: ٣

المواضع الأربعين التي ورد فيها الإسم שַׁדַּ֔י [شَدَّاي]:
التكوين: ٤٩: ٢٥؛ العدد: ٢٤: ٤، ١٦؛ راعوث ١: ٢٠-٢١؛ أيوب ٥: ١٧؛ ٦: ٤؛، ١٤؛ ٨: ٣، ٥؛ ١١: ٧؛ ١٣: ٣؛ ١٥: ٢٥؛ ٢١: ١٥، ٢٠؛ ٢٢: ٣، ١٧، ٢٣، ٢٥-٢٦؛ ٢٣: ١٦؛ ٢٤: ١؛ ٢٧: ٢، ١٠-١١، ١٣؛ ٢٩: ٥؛ ٣١: ٢، ٣٥؛ ٣٢: ٨؛ ٣٣: ٤؛ ٣٤: ١٠، ١٢؛ ٣٥: ١٣؛ ٣٧: ٢٣؛ ٤٠: ٢؛ المزمور ٦٨: ١٤؛ ٩١: ١؛ اشعياء ١٣: ٦؛ يوئيل ١: ١٥

مراجع:

• Elwell, W. A., & Beitzel, B. J. (1988). Almighty. In Baker encyclopedia of the Bible (Vol. 1, p. 56). Grand Rapids, MI: Baker Book House.
• Millard, A. R. (1996). Almighty. In D. R. W. Wood, I. H. Marshall, J. I. Packer, & D. J. Wiseman (Eds.), New Bible dictionary (3rd ed., p. 25). Leicester, England; Downers Grove, IL: InterVarsity Press.
• Carpenter, E. E., & Comfort, P. W. (2000). In Holman treasury of key Bible words: 200 Greek and 200 Hebrew words defined and explained (p. 7). Nashville, TN: Broadman & Holman Publishers.
• Brand, C., Draper, C., England, A., Bond, S., Clendenen, E. R., & Butler, T. C. (Eds.). (2003). Almighty. In Holman Illustrated Bible Dictionary (p. 49). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.